أرمينيا تؤكّد على موقفها بشأن وقف العمليات العسكرية ومنع الهجمات على المدنيين-رئيس البرلمان الأرمني آلان سيمونيان-
3 دقيقة قراءة

يريفان في 18 أبريل/أرمنبريس: أرمينيا تعارض دائماً أي نوع من التصعيد وتؤكد موقفها بشأن وقف الأعمال العدائية ومنع الهجمات على السكان المدنيين وحل القضايا بالوسائل السياسية والدبلوماسية. صرح بذلك رئيس الجمعية الوطنية الأرمنية آلان سيمونيان خلال كلمته في الجلسة الرسمية للجمعية البرلمانية لرابطة الدول المستقلة وجاء في كلمة سيمونيان:
"أُحيّي المشاركين والضيوف في الجلسة الرسمية للجمعية البرلمانية لرابطة الدول المستقلة عشية يوم النصر العظيم. اجتمعنا اليوم لنُحيي من جديد بطولة وشجاعة وإرادة من دافعوا عن الحرية خلال الحرب الوطنية العظمى، ولنُعرب عن خالص احترامنا للمحاربين القدامى الأعزاء الذين ما زالوا على قيد الحياة. لقد تركت الحرب العالمية الثانية أثرًا لا يُمحى في تاريخ البشرية. لم تُخلّف دماراً فحسب، بل خلّفت أيضاً خسائر بشرية لا تُحصى، بالإضافة إلى جروح أخلاقية وروحية لا تزال تُعاني منها البشرية حتى يومنا هذا. لقي ملايين الأشخاص حتفهم في ساحات المعارك، وفي معسكرات الاعتقال، وماتوا جوعاً ومرضاً. لعب الشعب الأرمني دوراً رئيسياً في تحقيق النصر على الفاشية. قاتل أكثر من نصف مليون أرمني في صفوف الجيش السوفيتي على جميع الجبهات، من القوقاز إلى أوروبا، مُظهرين شجاعةً لا تصدق. تميّز الجنود الأرمن خلال الدفاع عن قلعة بريست وسيفاستوبول، وعلى مشارف موسكو ولينينغراد، وقاتلوا ببسالة في ستالينغراد، ودافعوا عن شمال القوقاز، وحرر بلدان جنوب شرق ووسط أوروبا، ودخل برلين كجزء من الفيالق الأرمنية الوطنية. لقد قاتل العديد من مواطنينا في جيوش الدول المتحالفة، وشاركوا في النضال ضد الفاشية، وساهموا في تحقيق النصر. وبفضل الأموال التي جمعتها المجتمع الأرمني والكنيسة الأرمنية، تم إنشاء أرتال الدبابات وأسراب الطائرات، وتم شراء كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. ولسوء الحظ، لم يعد حوالي ثلاثمائة ألف أرمني إلى وطنهم أبداً. إن ذكرى الحرب الوطنية العظمى والانتصار على الفاشية هي جزء من تاريخنا المشترك. أرمينيا، التي تعرف ثمن النصر، تتعامل مع تاريخ الحرب الوطنية العظمى بعناية. اليوم، يوجد أكثر من 600 نصب تذكاري للمشاركين في الحرب تحت حماية الدولة في جمهوريتنا. ومن واجبنا أن نتذكر ونكرم إنجاز أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا النصر. إن جلستنا هي فرصة ليس فقط لتقييم الذكرى الثمانين للنصر، ولكن أيضاً لتذكير الحرب كظاهرة ذات عواقب كارثية على البشرية. ونحن نرى أن أحداثاً وقعت في السنوات الأخيرة أدت إلى تغيير الآليات والنماذج الراسخة للعلاقات الدولية. لقد كانت للصراعات التي شهدتها العقود الأخيرة عواقب تتجاوز البلدان والمناطق المعنية بشكل مباشر. وتؤثر هذه الأزمات، التي تتراوح من الأزمات الإنسانية إلى عدم الاستقرار السياسي، على البشرية جمعاء تقريباً. إن أرمينيا تعارض دائماً أي نوع من التصعيد وتؤكد موقفها بشأن وقف الأعمال العدائية ومنع الهجمات على السكان المدنيين وحل المشاكل بالوسائل السياسية والدبلوماسية. وأغتنم هذه الفرصة لأهنئ مرة أخرى جميع قدامى المحاربين في الحرب العظمى والحرب العالمية الثانية بمناسبة العيد القادم. أتمنى أن تبقى ذكرى أولئك الذين قاتلوا خالدة وأن يحفظ السلام الذي تركوه لنا".